جريدة الأهرام
27/10/2007م السنة 132 العدد 44154 عن مقالة بعنوان [ مومياوات تبوح بأسرارها ]
بقلم : د. زاهي حواس
يقومون بفحصها ودراستها باستخدام أجهزة الأشعة المعروفة بالـX-Ray ووصل
الأمر إلي أن استطاعت مجموعة من جامعة يوتا والمعروفين باسم( المورمان) ـ
نسبة إلي طائفتهم الدينية ـ أن يحصلوا علي عينات من عشر مومياوات ملكية لإجراء
تحليل الحمض النوويDNA عليها.
والحقيقة أن في مصر علماء آثار مصريين أجلاء منهم من توفاهم الله أمثال أحمد
باشا كمال, وسليم حسن, وأحمد فخري, وعبدالمنعم أبو بكر, وزكريا غنيم,
وعبدالعزيز صالح.. وغيرهم, ومنهم من لا يزال علي قيد الحياة يعملون بكل كد
وإخلاص للعلم وللحضارة المصرية القديمة. ومن هنا كنت دائما أتساءل لماذا لا
يكون لنا السبق في الاكتشاف والمعرفة في كل ما يختص بنواحي الحضارة المصرية؟!
واستطعنا أن نأتي بجهاز الأشعة المقطعيةCT-Scan ووضع داخل معمل خاص بالمتحف
المصري تمهيدا لدراسة المومياوات المصرية والكشف عن أسرارها ولا يمكن لأحد أن
يتخيل كم المعلومات التي يمكن الحصول عليها من خلال هذا المشروع. ولقد كان
أول عمل بدأناه بالمشروع هو فحص مومياء الملك توت عنخ آمون, واتضح لنا من
الفحص أنه مات في سن التاسعة عشرة من عمره, وأنه لم يقتل كما أشيع بين العامة
وبعض العلماء,
وأن سبب الوفاة جاء نتيجة إصابته في قدمه اليسري نتيجة حادث وقع قبل يوم واحد
من الوفاة, كأن يكون الفرعون الصغير قد سقط من علي عربته خلال رحلة صيد أو
ربما في معركة حربي. أما العمل الثاني بالمشروع فكان البحث عن مومياء الملكة
حتشبسوت, الذي استغرق ما يقرب من العام ونصف العام استطعنا خلالها دراسة
المومياوات الملكية الخاصة بسيدات من الأسرة18 والوصول إلي الكشف الذي تحدث
عنه العالم كله في يوليو الماضي, وهو الكشف عن مومياء الملكة حتشبسوت, وقد
أثبت الكشف أن الملكة ماتت بمرض السرطان, وهذا يؤكد أن الملك تحتمس الثالث لم
يقتلها ولم يدمر آثارها كما ذكرنا بالأدلة في مقال سابق.
أما العمل الثالث ضمن المشروع فهو ما قمنا به من فحص المومياوات الموجودة داخل
المقبرة رقم(35) بوادي الملوك والخاصة بالملك أمنحتب الثاني. وفي هذه
المقبرة عثر الفرنسي فيكتور لوريه علي12 مومياء مخبأة خلف حائط ملون
بالمقبرة, وعندما فتح جزء من الحائط عثر علي حجرة خلف الجدار وبداخلها هذه
المومياوات وحدث هذا الكشف عام1898. بعد ذلك جاء هيوارد كارتر بمشروع وهو نقل
المومياوات الملكية التي يوجد دليل علي اسم صاحبها من وادي الملوك, واستطاع
أن ينقل من هذه المقبرة عدد تسع مومياوات ملكية منها مومياوات لأشهر ملوك
مصر, وترك داخل المقبرة ثلاث مومياوات, واحدة يطلق عليها اسم( السيدة
العجوز), والأخري لصبي صغير, والثالثة لفتاة صغيرة. أما المومياء الأخيرة
فقد احتلت الأخبار العالمية ومحطات التليفزيون في كل مكان عندما أعلنت عالمة
مصريات إنجليزية تدعي جوان فلتشر أن هذه المومياء خاصة بالملكة نفرتيتي,
ويومها عارضت هذا الرأي نظرا لعدم وجود أدلة كافية تدعم هذا الرأي; ولذلك
قررنا فحص هذه المومياوات الثلاث, واتضح أن المومياء التي يطلق عليها اسم(
السيدة العجوز) محنطة بطريقة جيدة ولها شعر مموج.
وقد اقترحت الدراسات السابقة بأن تلك المرأة قد توفيت عن عمر يقارب الخمسين
عاما, وهو ما جعل العديد من العلماء يعتقدون أن تلك المومياء هي للملكة تي أم
الملك إخناتون وزوجة الملك أمنحتب الثالث الذي يطلق عليه علماء المصريات اسم
الباشا; لأنه عاش حياة الرغد وتمتع بما وفره له أجداده العظماء من مجد وسلطان
ورثه عنهم. وقد دعم نظرية نسب هذه المومياء للملكة الشهيرة تي هو عمرها
المتقدم والوضع الملكي المحتمل ليديها حيث الذراع اليسري مضمومة علي الصدر
والذراع اليمني مستقيمة بجوار الجسد. بالإضافة إلي ذلك فقد قام جيمس هاريس
الأمريكيJamesHarries الذي قضي وقتا طويلا في دراسة المومياوات الملكية ونشر
كتابا عن أبحاثه, وكان ثالث من قاموا بفحص مومياء توت عنخ آمون بعمل دراسة
مقارنة في عام1977 لمقارنة خصلة من شعر السيدة العجوز مع خصلة أخري عثر عليها
داخل صندوق صغير منقوش عليه اسم الملكة تي من مقبرة الملك توت عنخ آمون واستنتج
وجود توافق بين الخصلتين, وعلي الرغم من ذلك فإن تلك النتائج مازالت محل
جدال, كما أن تحديد هوية المومياء غير مؤكد كما أن بعض العلماء يرون أن تلك
السيدة العجوز قد تكون أيضا الملكة نفرتيتي.
أما نتائج الكشف بالأشعة المقطعية فلم تؤكد أو ترفض تحديد المومياء بأنها
للملكة تي; ولكن المؤكد أن المومياء محنطة بأسلوب جيد ووضع الذراعين يشير إلي
أنها مومياء ملكية. واتضح أن الوفاة حدثت ما بين40 ـ60 عاما, اعتمادا
علي وجود تغييرات متوسطة بفقرات العنق والركبتين; ومن المنتظر أن نقوم بتحليل
الحمض النوويDNA لهذه المومياء حتي نستطيع تحديد صاحبتها. وقد أصبح لدينا
الآن معمل خاص بتحليل الحمض النوويDNA لا يتم عليه أي أبحاث إلا فيما يختص
بأبحاث المومياوات المصرية; وذلك لنتحاشي أي أخطاء قد تحدث نتيجة اختلاف
أنواع الأبحاث التي يستخدم بها معمل واحد. ومن المنتظر قريبا إنشاء معمل آخر
لـDNA يكون أيضا وقفا علي مشروع دراسة المومياوات المصرية وذلك لمقارنة
النتائج والوصول إلي أقصي درجات الدقة.
أما المومياء الثانية الخاصة بالشاب الصغير التي عثر عليها بجوار مومياء السيدة
العجوز, فقد اعتقد بعض علماء المصريات أن هذه المومياء هي لابن الملك أمنحتب
الثاني وبن سنو. ولكن دراسة المومياء بالأشعة المقطعية لم تقدم لنا دليلا
جديدا لنسب هذه المومياء. أما مومياء المرأة الشابة التي عثر عليها بجوار
مومياء الطفل وذكر أنها للملكة نفرتيتي أحد أجمل ملكات العالم القديم
والحديث, وهي زوجة الملك إخناتون أول من أعلن عن الإله الواحد الذي لا شريك
له خلف قرص الشمس المتوهج, وتفرغ لعبادة الإله الواحد في مكان لم يدنس بعبادة
آلهة متعددة من قبل وهو آخت آتون أو تل العمارنة الحالية, وعاشت نفرتيتي
بجواره وأنجبت منه ست بنات لم يعثر علي مومياء واحدة منهن أو مقبرة مؤكدة النسب
لهن حتي الآن. وعندما جاءت الملكة تي أم إخناتون إلي آخت آتون في العام
الثاني عشر من حكم ابنها الملك اختفت الملكة نفرتيتي ولم نعد نسمع عنها, فهل
مارست الملكة تي دور الحماة وأجبرت نفرتيتي علي الاختفاء؟!
وعن طريق جهاز الأشعة المقطعية تأكدنا أن مومياء المرأة الشابة لا تخص الملكة
نفرتيتي. والغريب أن أحد الأدلة التي قدمها أصحاب الرأي القائل بأنها مومياء
الملكة نفرتيتي هو وضع الذراع اليمني, وفي الحقيقة عندما عثر علي المومياء
كانت ذراعها اليمني مفقودة في الوقت الذي عثر علي ذراعين منفصلتين بالقرب
منها. الأولي مستقيمة والأخري منحنية. وقد اعتقد العلماء أن الذراع
المستقيمة هي الخاصة بالمومياء, إلا أنه وباستخدام قياسات المومياء الدقيقة
وكذلك دراسات الـX-Ray تأكد أن الذراع المستقيمة لا يخص المومياء, بينما
الذراع المنحنية هي المنتمية للمومياء. وفي تلك الحالة فإن المومياء كان
وضعها كالآتي: ذراع يسري مستقيمة بطول الجسد, واخري يمني منحنية علي
الصدر, وهو وضع خاص بالملكات وغير الملكات سواء في النقوش أو التماثيل أو عند
تحنيط مومياواتهن. وطبقا لعملية الكشف بالأشعة المقطعيةCT-Scan فإن عظام كل
من الذراعين المستقيمتين متماثلتان من حيث الكثافة, وبالإضافة إلي ذلك فإن
وجود اختلاف في طول الذراعين يمكن تفسيره بسبب وجود حالتي كسر في الذراع
اليمني, إلا أنه في الشكل العام ظهر الذراعان بالطول نفسه. ويبدو أن المرأة
الشابة قد دفنت وذراعاها مستقيمتان وليست أحداهما متقاطعة علي صدرها.
وهناك ملاحظة أخري قادت البعض إلي الاعتقاد بأن المرأة الشابة هي نفرتيتي,
وهو الجزء السفلي من الوجه الذي يظهر مدمرا إلي حد كبير. وقد اقترح بعض
العلماء أن ذلك الأمر يعكس مدي الانتقام منها نتيجة قوتها وبأسها ومكانتها هي
وزوجها, هذا التهشيم يعد أقصي انتقام يمكن أن تناله مومياء. وأكد الدكتور
أشرف سليم أنه إذا كان الوجه قد دمر بالفعل بعد عملية التحنيط فإنه من المتوقع
أن نري كسورا بالعظام الجافة, وبشرة ذات جروح. وقد كشفت عملية الكشف
بالأشعة المقطعية عن وجود قطع صغيرة جدا من العظام المكسورة من فجوة الجيوب
الأنفية; مما يؤكد أن الإصابة البالغة التي أصابت الوجه قد حدثت قبل عملية
التحنيط وبالأحري قبل الوفاة. وهناك نقاط أخري أشرت إليها دون الاستعانة
بـCT-Scan وهو أن المومياء كانت حليقة الرأس, وأن تلك السيدة مثل العديد من
المصريين آنذاك كانت ترتدي باروكة في أثناء حياتها. وقد عثر داخل المقبرة علي
باروكة شعر ذات طراز نوبي في الوقت الذي كانت تظهر فيه نفرتيتي في فنون تلك
الفترة مرتدية باروكة نوبية. وفي الوقت نفسه كان بعض النساء والرجال يرتدون
تلك الباروكة النوبية; لذلك فإن وجودها بالمقبرة لا يعني أن الملكة نفرتيتي
قد دفنت بها.
وهناك دليل قد يشير إلي نسب المومياء لـنفرتيتي, وهي أن الأذن اليسري مثقوبة
مرتين, وكانت نفرتيتي تظهر بأذن مثقوبة مرتين, إلا أن هذا الأمر أيضا يمكن
أن نراه في العديد من المومياوات من تلك الفترة. وقد حددت الأشعة عمرها
بين25 ـ35 عاما, وهذا الأمر يتشابه مع العديد من نساء الدولة الحديثة.
لذلك فإن هذه المومياء لا يمكن أن تخص الملكة نفرتيتي. أما موضوع مومياء
الملك إخناتون فهذا هو حديثنا القادم إن شاء الله.
27/10/2007م السنة 132 العدد 44154 عن مقالة بعنوان [ مومياوات تبوح بأسرارها ]
بقلم : د. زاهي حواس
يقومون بفحصها ودراستها باستخدام أجهزة الأشعة المعروفة بالـX-Ray ووصل
الأمر إلي أن استطاعت مجموعة من جامعة يوتا والمعروفين باسم( المورمان) ـ
نسبة إلي طائفتهم الدينية ـ أن يحصلوا علي عينات من عشر مومياوات ملكية لإجراء
تحليل الحمض النوويDNA عليها.
والحقيقة أن في مصر علماء آثار مصريين أجلاء منهم من توفاهم الله أمثال أحمد
باشا كمال, وسليم حسن, وأحمد فخري, وعبدالمنعم أبو بكر, وزكريا غنيم,
وعبدالعزيز صالح.. وغيرهم, ومنهم من لا يزال علي قيد الحياة يعملون بكل كد
وإخلاص للعلم وللحضارة المصرية القديمة. ومن هنا كنت دائما أتساءل لماذا لا
يكون لنا السبق في الاكتشاف والمعرفة في كل ما يختص بنواحي الحضارة المصرية؟!
واستطعنا أن نأتي بجهاز الأشعة المقطعيةCT-Scan ووضع داخل معمل خاص بالمتحف
المصري تمهيدا لدراسة المومياوات المصرية والكشف عن أسرارها ولا يمكن لأحد أن
يتخيل كم المعلومات التي يمكن الحصول عليها من خلال هذا المشروع. ولقد كان
أول عمل بدأناه بالمشروع هو فحص مومياء الملك توت عنخ آمون, واتضح لنا من
الفحص أنه مات في سن التاسعة عشرة من عمره, وأنه لم يقتل كما أشيع بين العامة
وبعض العلماء,
وأن سبب الوفاة جاء نتيجة إصابته في قدمه اليسري نتيجة حادث وقع قبل يوم واحد
من الوفاة, كأن يكون الفرعون الصغير قد سقط من علي عربته خلال رحلة صيد أو
ربما في معركة حربي. أما العمل الثاني بالمشروع فكان البحث عن مومياء الملكة
حتشبسوت, الذي استغرق ما يقرب من العام ونصف العام استطعنا خلالها دراسة
المومياوات الملكية الخاصة بسيدات من الأسرة18 والوصول إلي الكشف الذي تحدث
عنه العالم كله في يوليو الماضي, وهو الكشف عن مومياء الملكة حتشبسوت, وقد
أثبت الكشف أن الملكة ماتت بمرض السرطان, وهذا يؤكد أن الملك تحتمس الثالث لم
يقتلها ولم يدمر آثارها كما ذكرنا بالأدلة في مقال سابق.
أما العمل الثالث ضمن المشروع فهو ما قمنا به من فحص المومياوات الموجودة داخل
المقبرة رقم(35) بوادي الملوك والخاصة بالملك أمنحتب الثاني. وفي هذه
المقبرة عثر الفرنسي فيكتور لوريه علي12 مومياء مخبأة خلف حائط ملون
بالمقبرة, وعندما فتح جزء من الحائط عثر علي حجرة خلف الجدار وبداخلها هذه
المومياوات وحدث هذا الكشف عام1898. بعد ذلك جاء هيوارد كارتر بمشروع وهو نقل
المومياوات الملكية التي يوجد دليل علي اسم صاحبها من وادي الملوك, واستطاع
أن ينقل من هذه المقبرة عدد تسع مومياوات ملكية منها مومياوات لأشهر ملوك
مصر, وترك داخل المقبرة ثلاث مومياوات, واحدة يطلق عليها اسم( السيدة
العجوز), والأخري لصبي صغير, والثالثة لفتاة صغيرة. أما المومياء الأخيرة
فقد احتلت الأخبار العالمية ومحطات التليفزيون في كل مكان عندما أعلنت عالمة
مصريات إنجليزية تدعي جوان فلتشر أن هذه المومياء خاصة بالملكة نفرتيتي,
ويومها عارضت هذا الرأي نظرا لعدم وجود أدلة كافية تدعم هذا الرأي; ولذلك
قررنا فحص هذه المومياوات الثلاث, واتضح أن المومياء التي يطلق عليها اسم(
السيدة العجوز) محنطة بطريقة جيدة ولها شعر مموج.
وقد اقترحت الدراسات السابقة بأن تلك المرأة قد توفيت عن عمر يقارب الخمسين
عاما, وهو ما جعل العديد من العلماء يعتقدون أن تلك المومياء هي للملكة تي أم
الملك إخناتون وزوجة الملك أمنحتب الثالث الذي يطلق عليه علماء المصريات اسم
الباشا; لأنه عاش حياة الرغد وتمتع بما وفره له أجداده العظماء من مجد وسلطان
ورثه عنهم. وقد دعم نظرية نسب هذه المومياء للملكة الشهيرة تي هو عمرها
المتقدم والوضع الملكي المحتمل ليديها حيث الذراع اليسري مضمومة علي الصدر
والذراع اليمني مستقيمة بجوار الجسد. بالإضافة إلي ذلك فقد قام جيمس هاريس
الأمريكيJamesHarries الذي قضي وقتا طويلا في دراسة المومياوات الملكية ونشر
كتابا عن أبحاثه, وكان ثالث من قاموا بفحص مومياء توت عنخ آمون بعمل دراسة
مقارنة في عام1977 لمقارنة خصلة من شعر السيدة العجوز مع خصلة أخري عثر عليها
داخل صندوق صغير منقوش عليه اسم الملكة تي من مقبرة الملك توت عنخ آمون واستنتج
وجود توافق بين الخصلتين, وعلي الرغم من ذلك فإن تلك النتائج مازالت محل
جدال, كما أن تحديد هوية المومياء غير مؤكد كما أن بعض العلماء يرون أن تلك
السيدة العجوز قد تكون أيضا الملكة نفرتيتي.
أما نتائج الكشف بالأشعة المقطعية فلم تؤكد أو ترفض تحديد المومياء بأنها
للملكة تي; ولكن المؤكد أن المومياء محنطة بأسلوب جيد ووضع الذراعين يشير إلي
أنها مومياء ملكية. واتضح أن الوفاة حدثت ما بين40 ـ60 عاما, اعتمادا
علي وجود تغييرات متوسطة بفقرات العنق والركبتين; ومن المنتظر أن نقوم بتحليل
الحمض النوويDNA لهذه المومياء حتي نستطيع تحديد صاحبتها. وقد أصبح لدينا
الآن معمل خاص بتحليل الحمض النوويDNA لا يتم عليه أي أبحاث إلا فيما يختص
بأبحاث المومياوات المصرية; وذلك لنتحاشي أي أخطاء قد تحدث نتيجة اختلاف
أنواع الأبحاث التي يستخدم بها معمل واحد. ومن المنتظر قريبا إنشاء معمل آخر
لـDNA يكون أيضا وقفا علي مشروع دراسة المومياوات المصرية وذلك لمقارنة
النتائج والوصول إلي أقصي درجات الدقة.
أما المومياء الثانية الخاصة بالشاب الصغير التي عثر عليها بجوار مومياء السيدة
العجوز, فقد اعتقد بعض علماء المصريات أن هذه المومياء هي لابن الملك أمنحتب
الثاني وبن سنو. ولكن دراسة المومياء بالأشعة المقطعية لم تقدم لنا دليلا
جديدا لنسب هذه المومياء. أما مومياء المرأة الشابة التي عثر عليها بجوار
مومياء الطفل وذكر أنها للملكة نفرتيتي أحد أجمل ملكات العالم القديم
والحديث, وهي زوجة الملك إخناتون أول من أعلن عن الإله الواحد الذي لا شريك
له خلف قرص الشمس المتوهج, وتفرغ لعبادة الإله الواحد في مكان لم يدنس بعبادة
آلهة متعددة من قبل وهو آخت آتون أو تل العمارنة الحالية, وعاشت نفرتيتي
بجواره وأنجبت منه ست بنات لم يعثر علي مومياء واحدة منهن أو مقبرة مؤكدة النسب
لهن حتي الآن. وعندما جاءت الملكة تي أم إخناتون إلي آخت آتون في العام
الثاني عشر من حكم ابنها الملك اختفت الملكة نفرتيتي ولم نعد نسمع عنها, فهل
مارست الملكة تي دور الحماة وأجبرت نفرتيتي علي الاختفاء؟!
وعن طريق جهاز الأشعة المقطعية تأكدنا أن مومياء المرأة الشابة لا تخص الملكة
نفرتيتي. والغريب أن أحد الأدلة التي قدمها أصحاب الرأي القائل بأنها مومياء
الملكة نفرتيتي هو وضع الذراع اليمني, وفي الحقيقة عندما عثر علي المومياء
كانت ذراعها اليمني مفقودة في الوقت الذي عثر علي ذراعين منفصلتين بالقرب
منها. الأولي مستقيمة والأخري منحنية. وقد اعتقد العلماء أن الذراع
المستقيمة هي الخاصة بالمومياء, إلا أنه وباستخدام قياسات المومياء الدقيقة
وكذلك دراسات الـX-Ray تأكد أن الذراع المستقيمة لا يخص المومياء, بينما
الذراع المنحنية هي المنتمية للمومياء. وفي تلك الحالة فإن المومياء كان
وضعها كالآتي: ذراع يسري مستقيمة بطول الجسد, واخري يمني منحنية علي
الصدر, وهو وضع خاص بالملكات وغير الملكات سواء في النقوش أو التماثيل أو عند
تحنيط مومياواتهن. وطبقا لعملية الكشف بالأشعة المقطعيةCT-Scan فإن عظام كل
من الذراعين المستقيمتين متماثلتان من حيث الكثافة, وبالإضافة إلي ذلك فإن
وجود اختلاف في طول الذراعين يمكن تفسيره بسبب وجود حالتي كسر في الذراع
اليمني, إلا أنه في الشكل العام ظهر الذراعان بالطول نفسه. ويبدو أن المرأة
الشابة قد دفنت وذراعاها مستقيمتان وليست أحداهما متقاطعة علي صدرها.
وهناك ملاحظة أخري قادت البعض إلي الاعتقاد بأن المرأة الشابة هي نفرتيتي,
وهو الجزء السفلي من الوجه الذي يظهر مدمرا إلي حد كبير. وقد اقترح بعض
العلماء أن ذلك الأمر يعكس مدي الانتقام منها نتيجة قوتها وبأسها ومكانتها هي
وزوجها, هذا التهشيم يعد أقصي انتقام يمكن أن تناله مومياء. وأكد الدكتور
أشرف سليم أنه إذا كان الوجه قد دمر بالفعل بعد عملية التحنيط فإنه من المتوقع
أن نري كسورا بالعظام الجافة, وبشرة ذات جروح. وقد كشفت عملية الكشف
بالأشعة المقطعية عن وجود قطع صغيرة جدا من العظام المكسورة من فجوة الجيوب
الأنفية; مما يؤكد أن الإصابة البالغة التي أصابت الوجه قد حدثت قبل عملية
التحنيط وبالأحري قبل الوفاة. وهناك نقاط أخري أشرت إليها دون الاستعانة
بـCT-Scan وهو أن المومياء كانت حليقة الرأس, وأن تلك السيدة مثل العديد من
المصريين آنذاك كانت ترتدي باروكة في أثناء حياتها. وقد عثر داخل المقبرة علي
باروكة شعر ذات طراز نوبي في الوقت الذي كانت تظهر فيه نفرتيتي في فنون تلك
الفترة مرتدية باروكة نوبية. وفي الوقت نفسه كان بعض النساء والرجال يرتدون
تلك الباروكة النوبية; لذلك فإن وجودها بالمقبرة لا يعني أن الملكة نفرتيتي
قد دفنت بها.
وهناك دليل قد يشير إلي نسب المومياء لـنفرتيتي, وهي أن الأذن اليسري مثقوبة
مرتين, وكانت نفرتيتي تظهر بأذن مثقوبة مرتين, إلا أن هذا الأمر أيضا يمكن
أن نراه في العديد من المومياوات من تلك الفترة. وقد حددت الأشعة عمرها
بين25 ـ35 عاما, وهذا الأمر يتشابه مع العديد من نساء الدولة الحديثة.
لذلك فإن هذه المومياء لا يمكن أن تخص الملكة نفرتيتي. أما موضوع مومياء
الملك إخناتون فهذا هو حديثنا القادم إن شاء الله.
الجمعة ديسمبر 19, 2014 12:20 am من طرف زائر
» مطلوب مشرفين
السبت نوفمبر 16, 2013 4:23 am من طرف lmeadda
» أوصل للرقم 10 وتصبح أمير او أميرة المنتدى
السبت نوفمبر 16, 2013 4:22 am من طرف lmeadda
» اذا كنت فى اى مرحلة دراسية تعالى
الجمعة نوفمبر 15, 2013 4:02 am من طرف lmeadda
» هيا نتعرف عليك
الجمعة نوفمبر 15, 2013 3:58 am من طرف lmeadda
» تى شيرت مجانا فى ستار دول بدون بروكسى
السبت يوليو 06, 2013 12:58 am من طرف ايمى احمد
» فستان و حذاء للسوبر
الخميس أغسطس 30, 2012 8:50 am من طرف زائر
» اشياء مجانية فى ستار دول 2012
السبت أغسطس 25, 2012 5:15 pm من طرف Admin
» محلات مخفية فى ستار دول
السبت أغسطس 25, 2012 4:45 pm من طرف Admin
» قصة عيسى عليه السلام
السبت أغسطس 25, 2012 3:39 pm من طرف Admin
» سندريلا المنتدى
السبت أغسطس 25, 2012 1:29 pm من طرف Admin